الأربعاء، ٢٤ مارس ٢٠١٠
في الندوة الثالثة من ندوات " ملتقى القدس" الذي نظمته الندوة العالمية للشباب الإسلامي، حضر حشد من المفكرين والأكاديميين والمختصين بالقضية الفلسطينية بصفة عامة والقدس على وجه الخصوص، وشهد يوم الأربعاء 17/3/1431هـ فعاليات مفتوحة خاصة للنساء والأطفال في معرض الملتقى بدأت العاشرة صباحاً حتى العاشرة مساءً، وقد سجل الملتقى حضوراً جماهيرياً كبيراً، فقد اكتظت القاعة بالحضور.
وقد أدار هذه الندوة الأخيرة من ندوات الملتقى، الدكتور عبد الله المعيلي وشارك فيها كل من الدكتور أنور عشقي الخبير الإستراتيجي ومدير عام مركز الشرق الأوسط للدراسات الإستراتيجية والدكتور على بن عمر بادحدح الداعية المعروف والأستاذ سعود أبو محفوظ الخبير بشؤون القدس والمسجد الأقصى .
بدأت الندوة بحديث للدكتور عشقي استعرض فيه جانباً من تاريخ القدس ومحاولات الاحتلال بكل الطرق طمس معالم المدينة الإسلامية التاريخية والجغرافية وتغيير جغرافيتها السكانية .
وقال الدكتور عشقي إن إسرائيل كيان شاذ زرع في قلب المنطقة وهي ولدت كي لا تبقى ولم توجد لتستمر، بل جاءت "إسرائيل" لتؤدي دوراً مهماً في المنطقة، وكلما انتهى دورها خلقت دوراً جديداً، وإن كان ذلك لا يعني قدرتها على الاستمرارية والبقاء .
ونفى الدكتور عشقي أن تكون لإسرائيل صبغة دينية وإن رفعوا هذه الشعارات ويحاولون الآن وبكل الطرق الحصول على اعتراف بـ" يهودية الدولة "، مشيراً إلى أن حكام إسرائيل منذ إعلان كيانها الغاصب ليسوا دينيين، بل يركبون موجة المشاعر اليهودية، ولكنهم صهيونيون، اتخذوا من الكتب المحرفة مرتكزاً لهم لبناء دولتهم .
وقال الدكتور أنور عشقي إن الاستعمار كان يخشى من نهضة الأمة العربية والإسلامية، ولذلك أوجد الوسيلة الوحيدة لشغل هذه الأمة، ووضع الحاجز البشري ليفصل شرقي الشعوب العربية عن غربيها، وشماليها عن جنوبيها،لما أخذ المستعمر العسكري يخسر جاء بثوب جديد اقتصادي وثقافي وفكري،أما "إسرائيل" فلما انتهى دورها الأول، غيرت إستراتيجيتها لتلعب دوراً جديداً في المنطقة، فقد أقنع الإسرائيليون الأمريكيين بأن الشيوعيين يمكن أن يسيطروا على منطقة الشرق الأوسط وأنها الوحيدة التي تستطيع أن تقف في وجههم، ولما سقطت الشيوعية في أوائل تسعينيات القرن الميلادي المنصرم بدأ الإسرائيليون في التفكير في دور جديد للعبة، وأقنعوا الأمريكيين أنهم هم الذين يمكن الاعتماد عليهم في المنطقة وتنفيذ سياساتهم وخدمة مصالحهم .
وأضاف د. عشقي قائلاً: هكذا الإسرائيليون يطورون من أدوارهم ليبقوا على دولتهم وليستمر وجودهم،أما على الجانب الآخر فنجد العالم العربي والإسلامي يتراجع عن دوره، فبدلاً من الاستفادة من انهيار الاتحاد السوفيتي والبروز بصفة قوة على الساحة العالمية،جاءت أحداث "سبتمبر" لتكرس هذا التراجع .
وقال د. عشقي إن إسرائيل تحاول الآن السيطرة على الشرق الأوسط سياسياً واقتصادياً،ولكن سمعتها حتى مع حلفائها الآن بدأت تتراجع وصارت سيئة، وصار العالم كله يضيق ذرعاً بممارستها .
وأكد الدكتور عشقي أن الولايات المتحدة صارت تبحث عن بديل لإسرائيل تعتمد عليه في المنطقة واعتبر بروز الدور التركي في الآونة الأخيرة في هذا الاتجاه، فتركيا بدأت تلعب دوراً مؤثراً سواء في القضية الفلسطينية أو في العراق أو في الملف الإيراني،واختتم د. عشقي محاضرته بالقول: إن إسرائيل باطل يجب أن يزول ولن تعيش طويلاً لأنها تحمل في طيات إنشائها عناصر الفناء .
وتحدث الدكتور على بن عمر بادحدح عن " المخاطر الفكرية والسياسية على القدس" فقال: إن كيان "إسرائيل" ليس دينياً ولكن يحاول أن يعتمد على مرتكزات فكرية لتسويق مشروعه الاستيطاني الاحتلالي، فعمل على إيجاد مجموعة من المبادئ والمعتقدات الزائفة ليرسخها وينطلق منها ويجعلها ثوابت في تحركاته وتبريرات أعمال القتل الإجرامية والإبادة الجماعية التي يقوم بها ضد الشعب الفلسطيني، وقال د. بادحدح إن هذه القناعات تشكل قمة التطرف الفكري، وتقوم على تسويقها منظمات وجماعات صهيونية تملك الإمكانات المادية والإعلام.
كما تحدث د. بادحدح عن المخاطر السياسية فقال: إنها تمثل الإستراتيجيات والأهداف الخاصة بالكيان الصهيوني الغاصب، وتجسد الصورة الذهنية التي يروج لها في المحافل الدولية .
وأشار الدكتور بادحدح إلى أن ما نراه من أفعال إجرامية للمحتل، وممارسات تعد قمة في العنصرية،التي تعد قمة في الإجرام، له منطلقات فكرية وعقدية تترجم هذه الأفعال، ومثل الدكتور بادحدح لهذه المنطلقات من واقع الكتب المحرفة المزورة التي يعتبرها اليهود كتباً مقدسة، مفرقاً بين ا لتوراة التي أنزلت من عند الله،وبين الكتب التي كتبها حاخامات اليهود حافلة بالأباطيل والأكاذيب ولا تمت إلى التوراة بصلة، ومنها زعمهم بأنهم شعب الله المختار، وأن فلسطين أرض الميعاد، وأن القدس "الأرض المختارة" و" الأرض الطاهرة" و " الوطن الموعود" فلسطين التي يجب أن يعودوا إليها، وأن اليهود الشعب الذي اضطهد وأنه لا بد أن يعود إلى رضه وتاريخه .
وقال الدكتور با دحدح إن الصورة التي ترسخت عند اليهود أن فلسطين حق ديني وتاريخي, وأن أي يهودي يعيش خارج فلسطين هو في غربة ويجب أن تنتهي, ويسوقون لمفاهيم آخر الزمان, وأنه مرتبط بعودة اليهود إلى بيت المقدس, وحديثهم عن إقامة الهيكل على أنقاض الأقصى بدأ يزداد بشكل لافت للنظر لأنهم يعتقدون أن لا إسرائيل بدون هيكل .
وتحدث الأستاذ سعود أبو محفوظ عن الخطر المحدق بالأقصى فقال: القدس في خطر والأقصى في خطر, وحصر أكثر من 120خطراً يهدد الأقصى من حفريات تحت الأرض في الأعماق والأنفاق إلى مخططات فوق الأرض تصل عنق الأقصى , وقال أبو محفوظ : إن الصهاينة يحاولون أن يخنقوا القدس ليمنعوا تواصلها مع العالم العربي والإسلامي شرقاً وغرباً و شمالاً وجنوباً, من خلال بناء أحزمة تجمعات استيطانية،كل تجمع استيطاني له دور, وإن إقامة الهيكل تسير بالشكل الذي يريده الصهاينة. وتناول سعود أبو محفوظ ثلاث أكاذيب يرددها الإسرائيليون وهي: التوراة المزيفة التي وضعها حاخاماتهم وليست التوراة الأولى, والهولوكوست المكذوب والمبالغ فيه, والهيكل . وقال أبومحفوظ إن 95 % من اليهود إما متطرفون أو لديهم قبول للتطرف، وهم الآن يحاولون السيطرة على أي شبر يسكنه أو يملكه عربي مسلم وأنهم يذلون العائلات المقدسية ويشددون عليها الحصار والمخطط معروف إنه تهويد القدس, وعدم الإبقاء على أي عربي مسلم في المدينة.
وقد ثمن المشاركون في الملتقى دور المملكة وخادم الحرمين الشريفين والشعب السعودي في دعم ومساندة الشعب الفلسطيني والدفاع عن القدس .
0 comments:
إرسال تعليق