الأربعاء، ٢٤ مارس ٢٠١٠
بموافقة معالي وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد، نظمت الندوة العالمية للشباب الإسلامي "ملتقى القدس" بقاعة الأمير سلمان والصالة الرياضية المغلقة بمدارس الرياض في حي المعذر، بحضور نخبة من العلماء والمفكرين والمختصين.
إستمرت فعاليات الملتقى من 14ـ18 من ربيع الأول 1431هـ، واشتملت على محاضرات وندوات وأمسيات شعرية وإنشادية ودورة مقدسية ومعرض ومسابقات متنوعة.
وشدد الأمين العام للندوة العالمية للشباب الإسلامي الدكتور صالح بن سليمان الوهيبي على أن هدف الملتقى هو التعريف بدور المملكة العربية السعودية في نصرة القدس تاريخياً حتى الوقت الحاضر، وأن القضية الفلسطينية بصفة عامة والقدس بصفة خاصة تحتل بؤرة اهتمامات المملكة وتحركاتها.
وكان الدكتور الوهيبي قد أشار إلى أهمية انعقاد "ملتقى القدس" في هذا الوقت الذي تتعرض فيه القدس لمخططات صهيونية تستهدف تهويد المدينة وطمس معالمها التاريخية، وأكد الوهيبي أهمية التعريف بهذه المخططات وكشفها والمطالبة بتحريك عربي وإسلامي وعالمي لإنقاذ القدس .
وقد ضم الملتقى العديد من الفعاليات المختلفة من محاضرات وندوات علمية وبحثية ونقاشات وأمسيات شعرية وإنشادية للتعريف بالقدس ومكانتها وما يحاك بها والدور الكبير الذي تقوم به المملكة العربية السعودية في الدفاع عن القدس والمسجد الأقصى والمقدسات الإسلامية.
وافتتحت فعاليات الملتقى والمعرض المصاحب له بحضور السفير الفلسطيني وعدد من العلماء والدعاة والمختصين، وبدأت أولى الفعاليات يوم الاثنين بندوة عن "دور المملكة العربية السعودية في نصرة القدس" أدارها الدكتور أحمد بن عثمان التويجري المفكر والحقوقي المعروف، وتحدث فيها كل من: الدكتور عبد الله الصالح العثيمين الأمين العام لجائزة الملك فيصل العالمية، والأستاذ عبد الرحمن بن عبد العزيز الهزاع مستشار وزير الثقافة والإعلام والمشرف العام على الإعلام الداخلي، تلا ذلك الأمسية الإنشادية الأولى التي شارك فيها عدد من أشهر المنشدين، وفي يوم الثلاثاء (16/3) عقدت الندوة الثانية بعنوان: "نحن والقدس" أدارها الدكتور سعد بن مطر العتيبي أستاذ السياسة الشرعية بالمعهد العالي وتحدث فيها كل من: الشيخ سلمان بن فهد العودة والدكتور عبد الحليم عويس، وأمسية شعرية أدارها الشاعر عبد الرحمن العشماوي وشارك فيها كل من: د. عبد الغني التميمي الأستاذ سليمان غزال و د. زاهر الألمعي.
وشهد يوم الأربعاء (17/3) عقد ندوة بعنوان "واقع القدس اليوم والأخطار المحدقة به" أدارها الدكتور عبد الله المعيلي وشارك فيها د. أنور عشقي الخبير الإستراتيجي ومدير عام مركز الشرق الأوسط للدارسات الإ ستراتيجية والأستاذ سعود أبو محفوظ الخبير بشؤون القدس والمسجد الأقصى ود. علي بن عمر بادحدح الداعية المعروف.
واختتمت فعاليات الملتقى يوم الخميس (18/3) بدورة مقدسية أقيمت في مقر الأمانة العامة وشارك فيها د. سمير سعيد و الأستاذ سعود أبو محفوظ.
وصاحب الملتقى معرض للصور التاريخية وفعاليات مفتوحة خاصة بالنساء والأطفال وورش تدريبية ومسرحية وندوة عن القدس بدأت في العاشرة صباحاً وامتدت حتى العاشرة مساءً .
طالب الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة "المشرف على مؤسسة الإسلام اليوم" ببرامج عملية لنصرة القدس والمسجد الأقصى والتعريف بهما، خاصة لدى الناشئة من الأطفال والشباب، في المدرسة والبيت، وقال: إن هذه البرامج سيكون لها أثر كبير في نفوس الناشئة، مشدداً على ضرورة وجود خارطة طريق للعرب والمسلمين لنصرة القدس والمسجد الأقصى، فالأمنيات فقط لا يجوز أن تكون هي التي تحكمنا، وأكد الشيخ العودة تكاتف الجميع أفراداً ومؤسسات، شعوباً وحكومات للدفاع عن القدس ضد مخططات التهويد التي تقوم بها الحكومات الصهيونية المتعاقبة، التي تستهدف هوية المدينة، جاء ذلك في الندوة الثانية لـ"ملتقى القدس"، والتي أدارها الدكتور سعيد بن مطر العتيبي أستاذ السياسة الشرعية بالمعهد العالي للقضاء، وشارك فيها كل من الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة والمفكر الإسلامي الدكتور عبد الحليم عويس.
في بداية الندوة قدم الدكتور العتيبي المشاركين، وتحدث عن دورهما في التعريف بقضية القدس والمسجد الأقصى، من خلال استعراض مؤلفاتهما وما كتباه عن القضية الفلسطينية .
وتحدث الدكتور عبد الحليم عويس عن القدس " المستقبل الوضيء والعودة الكريمة" فقال: إن القدس كانت عربية إسلامية وكانت مدينة الصراع والسلام في سياق واحد، كما أبيد اليهود في القدس، وحرثت وأصبحت مزرعة وخرج منها اليهود عبيداً أو أشباه عبيد، وكلما عادوا إليها غدروا بمن ساعدهم على العودة فطرودهم منها شر طردة وكانوا دائماً ينحون باللائمة على الله إلههم " يهوذا " الذي أبرم العقد معهم على أن يعبدوه شريطة أن يعمل لصالحهم ولم لا ؟! أليس هو الإله الذي هزمه إسرائيل – يعقوب أبو يوسف عليهما السلام وظل يصارعه الليل كله، ولم يترك عنق الله إلا بعد أن بارك الله يعقوب وسماه ( إسرائيل ) أي الرجل المبارك !!!.
وقال الدكتور عويس لم يقف اليهود في التاريخ مع أنفسهم وقفة متأنية حتى في أكثر عصور المحن ولم يدرسوا أخطاءهم، واستمروا في عنادهم واستكبارهم وطغيانهم.
وقال الدكتور عبدالحليم إن مأساة الإنسانية اليوم تتحدد في موقفين:
الأول : هو موقف أهل التوراة أو " العهد القديم" القوي أو المنظم والفاعل والمؤثر في المحيط العالمي كله، وسعيهم الدائب بكل أسباب القوة والهيمنة .
الثاني: موقف المسلمين "أهل القرآن " المنهزم والمتخاذل والمتآكل داخلياُ، والمتصارع بين أجزائه سياسياً وفكرياً !!
وهذا يجعل أصحاب الموقف الأول يمتدون في فراغهم من دون مقاومة تذكر ومن دون وجود حقيقي للطرف الآخر يلفت إليه أنظار العالم الذي يشعر بالأزمة الإنسانية المعاصرة ويكتوي بنارها، ويكاد يبصر آفاق المستقبل المظلم الذي ينتظره.
وليس ثمة أمل في إنقاذ سفينة البشرية إلا بيقظة إسلامية تكفل وعي المسلمين بذاتهم وحقيقتهم ورسالتهم، بصفتهم أمة شاهدة على الناس،ابتعثها الله لتخرج الناس من الظلمات إلى النور، ومن عبادة العباد إلى عبادة رب العباد، ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام، ومن ضيق الدنيا إلى سعة الدنيا والآخرة .
وتطرق الدكتور عويس إلى ثوابت الإيمان بعودة المسجد الأقصى للمسلمين وقال: إنني أومن بأن القدس ستعود للمسلمين، وفلسطين كلها، تلك التي باركها الله، منطلقاً من ثوابتي الإسلامية والتاريخية العقلية الآتية:
ففي القرآن الكريم آيات محكمات هي جزء من إيماني، وتقول لي إن المستقبل لهذا الدين: " هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون " التوبة الآية32. / الصف الآية 9.
" هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله وكفى بالله شهيداً " الفتح الآية 28 .
أما في السنة فقد ورد في الحديث الصحيح قوله عليه الصلاة والسلام" لا تقوم الساعة حتى يقاتل المسلمون اليهود فيقتلهم المسلمون حتى يختبئ اليهودي من وراء الحجر والشجر فيقول الحجر أو الشجر يا مسلم يا عبدالله هذا يهودي خلفي فتعال فاقتله إلا الغرقد فإنه من شجر اليهود " صحيح مسلم/ 2922 .
والدليل التاريخي ما ثبت أن الأيام دول، قال تعالى:" وتلك الأيام نداولها بين الناس"، وقد رأينا الإمبراطوريات تنهار، فالإمبراطورية الرومانية عاشت خمسة قرون تصارع الموت، ثم سقط ذكرها " جيبون" في كتابه " سقوط الإمبراطورية الغربية".
واختتم الدكتور عويس بقوله: إننا نحترم كل الأديان في أصولها الصحيحة ونؤمن بها في مستواها النقي النظيف الذي نزلت به من عند الله، وهذا المستوى النقي يلتقي كله مع العقل السليم والمنطق السليم والفطرة الإنسانية النقية .
ثم تحدث الشيخ سلمان العودة فقال: إن العدوان على المقدسات الإسلامية في القدس والأراضي المحتلة لم يتوقف، مذكراً بمحاولة حرق المسجد الأقصى وزعم السلطات الإسرائيلية أن من قام بالعمل مخبول، وكذلك من قام بإطلاق النار على المصلين في المسجد الإبراهيمي قالوا عنه إنه "مضطرب نفسياً، وهكذا يبررون لمن يقوم بأعمال القتل والإرهاب، وأنا أتحفظ على من يقولون إن الحكومة الإسرائيلية متطرفة، لأنها إفراز مجتمع كله متطرف، وهو كيان كله متطرف.
وحذر الشيخ سلمان العودة من المساس بالمقدسات الإسلامية مطالباً بدور عربي وإسلامي فاعل لحمايتها مشيراً إلى القرار الأخير للحكومة الإسرائيلية بضم المسجد الإبراهيمي إلى التراث اليهودي بذريعة ترميمه، وقال: إن هؤلاء هم يحاصرون ويمنعون المسلمين من القيام بترميم وصيانة المسجد الإبراهيمي.
وقال الشيخ العودة إن القدس حظيت باهتمام كبير من قبل المفكرين والمؤرخين والباحثين، وقد تم حصر أكثر من سبعة آلاف دراسة وكتاب وبحث عن القدس هذا غير آلاف المقالات والتقارير والتحليلات والتحقيقات عن القدس، وأشار إلى أن القدس غيرت ثيابها 18 مرة عبر التاريخ، وغُزيت 36 مرة، ومكثت تحت يد الصليبيين 90 سنة، وبعد ذلك فتحها المسلمون، ثم احتلها البريطانيون وسلموها للعصابات الصهيونية بعد وعد بلفور.
وقال الشيخ العودة: إن اليهود يسعون الآن لتهويد المدينة، فبنوا حولها أحزمة استيطانية، ويحاولون توسيع المستوطنات حولها لتغيير جغرافيتها وديموغرافيتها السكانية، فلما احتلوا القدس كانت نسبة العرب 86% من السكان، وكان اليهود يشكلون 14% أما الآن فقد انعكس الوضع بسبب سياسات التهويد الاستيطانية والتضييق والحرب التي تمارس على الوجود العربي والإسلامي في المدينة فصارت نسبة اليهود 86% و نسبة العرب لا تتجاوز الـ 14% .
وطالب الشيخ العودة بخارطة طريق للتعريف بالقدس والمسجد الأقصى ومكانتها تبدأ بالناشئة, والشباب وطلاب المراحل التعليمية المختلفة، كأن تنظم ورش عمل لتعريفهم بالقدس ومكانتها، وأن يوجه هؤلاء للاهتمام بالقدس والمسجد الأقصى فيضعون صور القدس على شاشات أجهزة الحاسوب الخاصة بهم، وأن يكون هناك لعب أطفال تعرف الطفل بمعلومات بسيطة عن القدس، وأن تكون خريطة القدس في كل بيت، وإصدار مجموعة كتيبات بسيطة تحكي تاريخ القدس ومكانة المسجد الأقصى وإنتاج البرامج المسموعة والمرئية وتداول المعلومات في مواقع الشات والمنتديات والمواقع عن القدس والأقصى، وقال الشيخ العودة إن الأمنيات وحدها لا تكفي ولكن لا بد من إستراتيجية شاملة تعرف بالقدس والمسجد الأقصى.
في الندوة الثالثة من ندوات " ملتقى القدس" الذي نظمته الندوة العالمية للشباب الإسلامي، حضر حشد من المفكرين والأكاديميين والمختصين بالقضية الفلسطينية بصفة عامة والقدس على وجه الخصوص، وشهد يوم الأربعاء 17/3/1431هـ فعاليات مفتوحة خاصة للنساء والأطفال في معرض الملتقى بدأت العاشرة صباحاً حتى العاشرة مساءً، وقد سجل الملتقى حضوراً جماهيرياً كبيراً، فقد اكتظت القاعة بالحضور.
وقد أدار هذه الندوة الأخيرة من ندوات الملتقى، الدكتور عبد الله المعيلي وشارك فيها كل من الدكتور أنور عشقي الخبير الإستراتيجي ومدير عام مركز الشرق الأوسط للدراسات الإستراتيجية والدكتور على بن عمر بادحدح الداعية المعروف والأستاذ سعود أبو محفوظ الخبير بشؤون القدس والمسجد الأقصى .
بدأت الندوة بحديث للدكتور عشقي استعرض فيه جانباً من تاريخ القدس ومحاولات الاحتلال بكل الطرق طمس معالم المدينة الإسلامية التاريخية والجغرافية وتغيير جغرافيتها السكانية .
وقال الدكتور عشقي إن إسرائيل كيان شاذ زرع في قلب المنطقة وهي ولدت كي لا تبقى ولم توجد لتستمر، بل جاءت "إسرائيل" لتؤدي دوراً مهماً في المنطقة، وكلما انتهى دورها خلقت دوراً جديداً، وإن كان ذلك لا يعني قدرتها على الاستمرارية والبقاء .
ونفى الدكتور عشقي أن تكون لإسرائيل صبغة دينية وإن رفعوا هذه الشعارات ويحاولون الآن وبكل الطرق الحصول على اعتراف بـ" يهودية الدولة "، مشيراً إلى أن حكام إسرائيل منذ إعلان كيانها الغاصب ليسوا دينيين، بل يركبون موجة المشاعر اليهودية، ولكنهم صهيونيون، اتخذوا من الكتب المحرفة مرتكزاً لهم لبناء دولتهم .
وقال الدكتور أنور عشقي إن الاستعمار كان يخشى من نهضة الأمة العربية والإسلامية، ولذلك أوجد الوسيلة الوحيدة لشغل هذه الأمة، ووضع الحاجز البشري ليفصل شرقي الشعوب العربية عن غربيها، وشماليها عن جنوبيها،لما أخذ المستعمر العسكري يخسر جاء بثوب جديد اقتصادي وثقافي وفكري،أما "إسرائيل" فلما انتهى دورها الأول، غيرت إستراتيجيتها لتلعب دوراً جديداً في المنطقة، فقد أقنع الإسرائيليون الأمريكيين بأن الشيوعيين يمكن أن يسيطروا على منطقة الشرق الأوسط وأنها الوحيدة التي تستطيع أن تقف في وجههم، ولما سقطت الشيوعية في أوائل تسعينيات القرن الميلادي المنصرم بدأ الإسرائيليون في التفكير في دور جديد للعبة، وأقنعوا الأمريكيين أنهم هم الذين يمكن الاعتماد عليهم في المنطقة وتنفيذ سياساتهم وخدمة مصالحهم .
وأضاف د. عشقي قائلاً: هكذا الإسرائيليون يطورون من أدوارهم ليبقوا على دولتهم وليستمر وجودهم،أما على الجانب الآخر فنجد العالم العربي والإسلامي يتراجع عن دوره، فبدلاً من الاستفادة من انهيار الاتحاد السوفيتي والبروز بصفة قوة على الساحة العالمية،جاءت أحداث "سبتمبر" لتكرس هذا التراجع .
وقال د. عشقي إن إسرائيل تحاول الآن السيطرة على الشرق الأوسط سياسياً واقتصادياً،ولكن سمعتها حتى مع حلفائها الآن بدأت تتراجع وصارت سيئة، وصار العالم كله يضيق ذرعاً بممارستها .
وأكد الدكتور عشقي أن الولايات المتحدة صارت تبحث عن بديل لإسرائيل تعتمد عليه في المنطقة واعتبر بروز الدور التركي في الآونة الأخيرة في هذا الاتجاه، فتركيا بدأت تلعب دوراً مؤثراً سواء في القضية الفلسطينية أو في العراق أو في الملف الإيراني،واختتم د. عشقي محاضرته بالقول: إن إسرائيل باطل يجب أن يزول ولن تعيش طويلاً لأنها تحمل في طيات إنشائها عناصر الفناء .
وتحدث الدكتور على بن عمر بادحدح عن " المخاطر الفكرية والسياسية على القدس" فقال: إن كيان "إسرائيل" ليس دينياً ولكن يحاول أن يعتمد على مرتكزات فكرية لتسويق مشروعه الاستيطاني الاحتلالي، فعمل على إيجاد مجموعة من المبادئ والمعتقدات الزائفة ليرسخها وينطلق منها ويجعلها ثوابت في تحركاته وتبريرات أعمال القتل الإجرامية والإبادة الجماعية التي يقوم بها ضد الشعب الفلسطيني، وقال د. بادحدح إن هذه القناعات تشكل قمة التطرف الفكري، وتقوم على تسويقها منظمات وجماعات صهيونية تملك الإمكانات المادية والإعلام.
كما تحدث د. بادحدح عن المخاطر السياسية فقال: إنها تمثل الإستراتيجيات والأهداف الخاصة بالكيان الصهيوني الغاصب، وتجسد الصورة الذهنية التي يروج لها في المحافل الدولية .
وأشار الدكتور بادحدح إلى أن ما نراه من أفعال إجرامية للمحتل، وممارسات تعد قمة في العنصرية،التي تعد قمة في الإجرام، له منطلقات فكرية وعقدية تترجم هذه الأفعال، ومثل الدكتور بادحدح لهذه المنطلقات من واقع الكتب المحرفة المزورة التي يعتبرها اليهود كتباً مقدسة، مفرقاً بين ا لتوراة التي أنزلت من عند الله،وبين الكتب التي كتبها حاخامات اليهود حافلة بالأباطيل والأكاذيب ولا تمت إلى التوراة بصلة، ومنها زعمهم بأنهم شعب الله المختار، وأن فلسطين أرض الميعاد، وأن القدس "الأرض المختارة" و" الأرض الطاهرة" و " الوطن الموعود" فلسطين التي يجب أن يعودوا إليها، وأن اليهود الشعب الذي اضطهد وأنه لا بد أن يعود إلى رضه وتاريخه .
وقال الدكتور با دحدح إن الصورة التي ترسخت عند اليهود أن فلسطين حق ديني وتاريخي, وأن أي يهودي يعيش خارج فلسطين هو في غربة ويجب أن تنتهي, ويسوقون لمفاهيم آخر الزمان, وأنه مرتبط بعودة اليهود إلى بيت المقدس, وحديثهم عن إقامة الهيكل على أنقاض الأقصى بدأ يزداد بشكل لافت للنظر لأنهم يعتقدون أن لا إسرائيل بدون هيكل .
وتحدث الأستاذ سعود أبو محفوظ عن الخطر المحدق بالأقصى فقال: القدس في خطر والأقصى في خطر, وحصر أكثر من 120خطراً يهدد الأقصى من حفريات تحت الأرض في الأعماق والأنفاق إلى مخططات فوق الأرض تصل عنق الأقصى , وقال أبو محفوظ : إن الصهاينة يحاولون أن يخنقوا القدس ليمنعوا تواصلها مع العالم العربي والإسلامي شرقاً وغرباً و شمالاً وجنوباً, من خلال بناء أحزمة تجمعات استيطانية،كل تجمع استيطاني له دور, وإن إقامة الهيكل تسير بالشكل الذي يريده الصهاينة. وتناول سعود أبو محفوظ ثلاث أكاذيب يرددها الإسرائيليون وهي: التوراة المزيفة التي وضعها حاخاماتهم وليست التوراة الأولى, والهولوكوست المكذوب والمبالغ فيه, والهيكل . وقال أبومحفوظ إن 95 % من اليهود إما متطرفون أو لديهم قبول للتطرف، وهم الآن يحاولون السيطرة على أي شبر يسكنه أو يملكه عربي مسلم وأنهم يذلون العائلات المقدسية ويشددون عليها الحصار والمخطط معروف إنه تهويد القدس, وعدم الإبقاء على أي عربي مسلم في المدينة.
وقد ثمن المشاركون في الملتقى دور المملكة وخادم الحرمين الشريفين والشعب السعودي في دعم ومساندة الشعب الفلسطيني والدفاع عن القدس .
أعدت اللجنة المشرفة على الملتقى ملفاً خاصاً عن القدس الشريف يضم تاريخ القدس ومعالمها وجغرافيتها،والمسجد الأقصى المبارك وأطواله ومعالمه،وأبوابه ال14 وفيه4 مآذن و12 مدرسة ورواقان و14سبيلاً،والفرق بين المسجد الأقصى ومسجد قبة الصخرة الذي هو جزء من المسجد الأقصى، ويقع في أعلى نقطة في ساحة المسجد المبارك.
كما ضم الملف التعريف بالقدس البلدة القديمة التي هي مركز المدينة (المكان الموجود داخل سور سليمان القانوني) وجبال القدس وأوديتها وأبواب المدينة القديمة المغلقة والمفتوحة .
حرصت اللجنة المنظمة لملتقى القدس على توزيع كتاب" المسجد الأقصى.. الحقيقة والتاريخ" الصادر عن "مركز بيت المقدس للدراسات التوثيقية" على الحاضرين، ويتضمن الكتاب لمؤلفه عيسى القدومي رصداً تاريخياً وثائقياً للمسجد الأقصى وفضائله ومعالم المسجد وشد الرحال إليه،والأخطاء الشائعة المتداولة حوله وأبرزها تصور أن قبة الصخرة هي المسجد الأقصى.
الكتاب مزود بالصور والخرائط والرسوم التي توضح جميع معالم المسجد الأقصى .
وزعت اللجنة المنظمة لملتقى القدس الكتيب الصادر عن مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية بعنوان"دور الملك فيصل في قضية فلسطين .. رؤية تاريخية " للمؤلف أحمد حسن جودة .
كما تم توزيع مجموعة معالم مصورة للمسجد الأقصى تضم صورة كبيرة للمسجد الأقصى وشرحاً تفصيلياً لمعالمه،وكتيباً عن المسجد الأقصى وقرصاً مضغوطاًCD يظهر معالم المسجد وتاريخه .
افتتح الأمين العام للندوة العالمية للشباب الإسلامي معرض الصور والوثائق الذي أقامته اللجنة المنظمة لملتقى القدس في مدارس الرياض على هامش الملتقى، وتضمن المعرض صوراً تاريخية للقدس والمسجد الأقصى ووثائق مهمة لمسرى رسول الله صلى الله عليه وسلم، كما تضمن كتباً ومقومات ونشرات وبوسترات تعرف بالقدس والمسجد الأقصى .
شارك سعادة السفير الفلسطيني بالرياض في الجلسة الافتتاحية لملتقى القدس، وقد أبدى إعجابه ببرنامج وفقرات الحفل، ورافقه الأمين العام للندوة العالمية للشباب الإسلامي وكبار المدعوين في افتتاح المعرض المصاحب للملتقى .
تتوجه اللجنة المشرفة على فعاليات ملتقى القدس بالندوة العالمية للشباب الإسلامي بالشكر الجزيل والخاص لمدير عام مدارس الرياض الدكتور عبد الإله بن عبد الله المشرّف وجميع المسؤولين في المدارس، وجميع من شاركوا في إنجاح الفعاليات، سائلين الله عز وجل أن يجعل ذلك في موازين حسناتهم .
نقلت الجلسة الافتتاحية لملتقى القدس على العديد من القنوات الفضائية مباشرة، فقد بثت جلسة الافتتاح على قنوات "الجزيرة مباشر" و" القدس" و" الأقصى" و"الخليجية".
كما حظيت ندوات وفعاليات الملتقى باهتمام إعلامي كبير من الفضائيات التي شاركت في تغطيتها ومنها قنوات:
التلفزيون السعودي، وقناة الإخبارية، و قناة المجد، وقناة إقرأ، وقناة دليل، وقناة شدا، وقناة دانة، وقناة فور شباب، وقناة مواهب وأفكار.
حظيت فعاليات " ملتقى القدس" باهتمام كبير وتغطية متميزة من التلفزيون السعودي بقنواته المختلفة، والتي نقلت أبرز الفعاليات، وتصريحات للأمين العام للندوة العالمية للشباب الإسلامي والمسؤولين والمفكرين المشاركين في الندوات،وكان لقناة "الإخبارية " تغطياتها المتميزة للفعاليات خلال أيام الملتقى .
كما حظي الملتقى بتغطية شاملة للصحف السعودية في مقدمتها:
صحيفية الرياض، وصحيفة الجزيرة، وصحيفة الحياة، وصحيفة اليوم، وصحيفة الوطن، وصحيفة المدينة، بالإضافة إلى أكثر من 90 موقعاً إلكترونياً.
شاركت النساء في جميع فعاليات الملتقى، بالحضور والمداخلات في الندوات الفكرية والثقافية،وطرح الأسئلة عن القدس ومستقبلها وكيفية إنقاذها،ومطالبات بدعم الشعب الفلسطيني المرابط في الداخل وفك الحصار عن غزة، ومثمنات دور المملكة قيادة وشعباً في نصرة القضية الفلسطينية .
وقد خصص يوم الخميس آخرأيام الملتقى بالكامل للفعاليات النسائية التي شملت العروض والمسابقات والفعاليات الخاصة بالنساء من ورش تدريبية عن القدس، وأمسية إنشادية، وندوة نسائية عن القدس ومسرحية .
واستمر اليوم النسائي من العاشرة صباحاً وحتى العاشرة مساءً بمدارس الرياض .
شهدت فعاليات ملتقى القدس خلال الأيام الخمسة تفاعلاً جماهيرياً منقطع النظير بالحضور الحاشد الذين اكتظت بهم قاعة الأمير سلمان الضخمة والمجهزة بكل الإمكانات أو الصالة الرياضية التي أقيم عليها المعرض، وكان التفاعل على أشده من الجماهير وخاصة الشباب مع فرق الإنشاد والأمسية الشعرية، وقد بذل القائمون على النظام جهوداً كبيرة في تنظيم وقوف السيارات ودخول وخروج الحشود التي حضرت الملتقى بالتعاون مع اللجان المشرفة على الملتقى في الندوة العالمية للشباب الإسلامي .
شاركت في الملتقى فرق إنشاد من المملكة والبحرين، وقد تجاوبت معها الجماهير، ومن الفرق التي شاركت في الملتقى فرقة الندوة العالمية للشباب الإسلامي بجازان، التي افتتحت الملتقى بأنشودة ترحيبية، كما شارك المنشد أبو عبدالملك، وفرقة الأمجاد وفرقة الرواد،والمنشد محمد الساعد، والمنشد أبوعلي والمنشد هاني المقبل ، وفرقة أمواج البحرين والمنشد عبدالقادر قوزع، والمنشد عبدالفتاح عوينات، والمنشد أيمن
أقيمت أمسية شعرية ضمن فعاليات الملتقى تبارى فيها الشعراء في التغني بالقدس والأقصى، محذرين من المخططات لتهويد القدس الشريف، وداعين إلى حشد الجهود العربية والإسلامية لإنقاذ القدس وتحرير الأقصى .
شارك في الأمسية الدكتور عبدالرحمن بن صالح العشماوي، ود. زاهر بن عواض الألمعي، ود. عبدالغني بن مزهر التميمي، والأستاذ سليمان غزال.
أقام معالي الدكتور صالح بن سليمان الوهيبي الأمين العام للندوة العالمية للشباب الإسلامي مأدبة غداء للضيوف المشاركين في " ملتقى القدس" في " القرية النجدية" تكريماً لهم، وكان من أبرز الحاضرين الدكتور عبد الحليم عويس، والدكتور أنور عشقي، والدكتور علي بن عمر بادحدح، والدكتور حمزة الفعر، عضو مجلس الشورى، والشاعر الدكتور عبد الغني التميمي، والأستاذ سعود أبو محفوظ، والدكتور سمير سعيد، والمنشد عبد القادر قوزع، والمنشد يحيى حوى، والمنشد أبو عبد الملك، والمنشد أبو عاصم.
نحمد الله عزّ وجلّ بأن وفقنا للمشاركة في هذا الملتقى – ملتقى القدس والذي جمعنا بإخواننا في الندوة العالمية للشباب الإسلامي، والعديد من أهل العلم وأصحاب المعالي والمفكرين ورجال الأعمال، والذي أبرز فيه دور المملكة العربية السعودية في خدمة قضايا المسلمين، كما نتقدم بالشكر الجزيل لجميع أعضاء الندوة العالمية للشباب الإسلامي ممثلة في أمينها العام معالي الدكتور صالح بن سليمان الوهيبي، وقد سرنا الجهد الواضح والملموس الذي تقوم به الندوة العالمية تجاه قضايا المسلمين ودعمهم في مختلف البلاد الإسلامية، ولا يسعنا إلاّ أن ندعو الله عزّ وجل أن يجعل ما يقومون به من جهد في ميزان حسناتهم.
عبد الله علي بلشرف – رجل أعمال
_________________
بدعوة كريمة من الندوة العالمية للشباب الإسلامي لحضور ملتقى القدس كان لي شرف المشاركة في افتتاح الملتقى المقام في مدينة الرياض وسمعت من المتحدثين ما يثلج الصدر عن دور المملكة العربية السعودية في نصرة القدس ودعم القضايا الإسلامية.
وأشيد بالندوة العالمية للشباب الإسلامي على حسن الإعداد والتنظيم لهذا الملتقى وعلى رأسهم د/ صالح بن سليمان الوهيبي حفظه الله .
صلاح قاسم بن شيهون – رجل أعمال
_______________
ابتداءً حق وواجب أن نشكر الندوة العالمية للشباب الإسلامي ممثلة بالأمين العام د. صالح بن سليمان الوهيبي والأمناء المساعدين وهم يجسدون معنى الحب للقدس والمسجد الأقصى المبارك، مقرنين قولاً بعمل، معلنين أن هذه القضية في مقدمة قضايا الأمة العربية والإسلامية، وأنهم باقون على العهد يتوقون إلى أداء الصلاة في المسجد الأقصى المبارك .
إن الذي يجري على الأرض يختلف، فالجرح كبير والألم عميق ،فيستحق القدس والأقصى الكثير، وما هذا الملتقى إلا خطوة آمل أن يتبعها خطوات، فالقدس وديعة وأمانة لدينا نحن المسلمين، وواجبنا أن نحفظ الأمانة ونرد الجميل لأرض الإسراء التي استضافت الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، وأطلب أن يصبح هذا الملتقى سنوياً، كما أتمنى أن يعقد العامَ القادم في معظم مناطق المملكة لأن المملكة جديرة بأن تحتضن القدس والأقصى، اللذين لا يختلف عليهما أحد فهما حق وتاريخ، حاضر وماض، فهم وعلم، أرض وسماء، تراب وماء، لا يقبلان التهويد، ولن يكونا وحيدين، فهذا شعارنا ومازلنا قادمين .
د. منصور سلامة الكاتب والباحث في الشؤون الفلسطينية
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لقد شرفت حقيقة بزيارة ملتقى القدس الذي أقامته الندوة العالمية للشباب الإسلامي وبرعاية كريمة من معالي وزير الشؤون الإسلامية. ولقد وجدت حقيقة كل ما يبهج النفس ويسر الخاطر من فعاليات وندوات وأمسيات عشنا فيها الوحدة الإسلامية التي ذكرتنا بإخواننا في فلسطين – نصرهم الله وأيدهم _ ومما ميز الملتقى حقيقة مشاركة جميع فئات المجتمع من رجال ونساء وأطفال كما عودتنا الندوة حقيقة في كل وقت ببرامجها المنوعة التي تهدف إلى ربط المسلمين بعضهم ببعض في كل زمان ومكان وتجعلنا نعيش الهم الواحد في كل أنحاء العالم الإسلامي ونشعر بإخواننا المنكوبين والمضطهدين وندعو لهم بالنصر والتوفيق .
بحق شكراً لك أيتها الندوة على هذه الجهود الجبارة ونقبل رؤوس المسؤولين فيها احتراماً وتقديراً لجهودهم ونشاطاتهم .
أخوكم ومحبكم
عبد الرزاق ولج العنزي
______________
لقد تشرفت بحضور ملتقى القدس في مدينة الرياض ووجدت ما ذكّرنا فيه وفي مكانة بيت المسلمين، وأكثر ما أعجبنا فيه مجسم المسجد الأقصى وقبة الصخرة، وما الفرق بينهما، ونسأل الله أن يرزقنا فيه صلاة قبل الممات، وأطلب من جميع المسلمين الدعاء في هذه الأوقات للمسجد الأقصى المبارك، فهو في حاجة ماسة للدعاء أن يفك الله أسره من دنس الهيود .
أخوكم : عبدالله فرحان – أبوحمزة
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
حقيقة تعجز الكلمات وتسمو العبارات من شدة الإعجاب والانبهار بما شاهدته في نخبة من العاملين الذين يحتسبون الأجر والثواب على عمل متميز وجهود جبارة لإخراج عمل تطوعي خيري، فأبارك للندوة العالمية للشباب الإسلامي ما تحقق من نجاح، وأتقدم بالشكر الجزيل لكل من كانت له مشاركة واضحة، من القائمين على هذا الملتقى، على ما بذلوه من جهود خلال خمسة أيام هي مدة انعقاد الملتقى استغلت فيها كل الطاقات والإبداعات التي أثمرت نقلة نوعية وإنجازاً يضاف إلى إنجازات هذه المؤسسة المباركة الندوة العالمية للشباب الإسلامي، وأتمنى إقامة المزيد من مثل هذه الملتقيات وأسأل الله لهم مزيداً من التوفيق وأن يكتب لهم الأجر ... كما أهنئ الجميع وعلى رأسهم رؤساء وأعضاء اللجان التنفيذية على نجاح الملتقى وأسأل الله أن لا يحرم الجميع الأجر والثواب على ما قاموا به من جهود إنه جواد كريم .
د / محمد بن عيظة بامدحج : نائب رئيس لجنة العلاقات العامة في الملتقى